Friday 20 November 2015

تساؤلات

لا أعلم كيف تسير حياتنا... أنا على يقين بأن كل شيء مكتوب.   كل شيء مقدر قبل أن نولد... لكن ما لا أفهمه هو أن البشر تتحكم في البشر... كنت أسمع قبل أنه لا أمان لرجل.. لكن لم أعتقد أن هذا الرجل هو من أحببت...  لم أعتقد يوما أني سأكون إحدى ضحايا الطلاق..  كنت أسمع أن المرأة المطبقة ضعيفة..  كنت أنظر لماذا كل ذلك...  لما تطلق الخطأ خطأها لم تخافظ عليه..  أو أنه سيء فلماذ تبقى معه..  لم أكن أعلم حينها أني سأكون واحدة منهن...  إنه لصعب جدا أن تتعود على إنسان والأصعب من ذلك أن تحبه ثم يتركك.. إني أحس الان بأني أموت في اليوم ألف مرة..  هو يأخذ مني كل تفكيري..   عندما يموت أحدهم نحس بالألم لفقده لكن ذلك الألم يصغر لأن ذلك الشخص قد فارقنا وفارق الحياة..  لكن الطلاق هو يفرق بيننا لكن مع علمنا بوجود ذلك الشخص على قيد الحياة لكنه ليس لنا... ذلك الشعور يقتلني..  لأني لا أستطيع الوصول إليه مع وجوده حيا يرزق... 
لا أعلم كيف هي شخصية الرجال..  أو مماذا هم.. لأنني الان أعيش وحدي رغم أن الجميع حولي...  أفكر به..  كيف يعيش..  كيف هو..  مع من..  كيف ينام.. كيف يستيقظ..  متى يصحو..  هل هو مريض..  هل هو فرح..  لكن الغريب أنه لا يريد أن يفكر بي..  لم يحاول التفكير أو الإطمئنان.. المضحك المبكي في ذلك هو أني كيف أعتقد أو أفكر أنه سيفعل ذلك بعد الطلاق وهو لم يفعلها قبل الطلاق..  لم يتصل ليسأل عني بأي شكل..  طبعا بحسب تفكيره وحسب قوله أني أحب دائما أن أكون ضحية..  لكن ما غاب عنه أني أنثى..  أنثى لديها مشاعر.. كان يقول يجب على أهلي أن يتصلوا به.. يحاوروه ويناقشوه..  رغم أن العرف والعادات تقول بأنه هو من يجب الإتصال..  لا يكفيه أني إلى الان أتوسل إليه..  لكن تكبره أعماه عما يصح وما لا يصح..  أنا لا أريد أن أهين أهلي أكثر لذا لن أتصل لن أحاول..  لن أطلب منهم المحاولة... لكن ذلك كله يشتتني ويمزقني من الداخل.. لا أفهم الرجال..  لا أفهمهم ولم أكن لأفهمهم يوما...  من تخلى عني مرة ولم يقبل الإنجاب مني وتركني أعود بجرح لن يشفى..   لن يأسف على شيء..  كيف كنت أعتقد وأؤمن بحبه... 
الان أحاول فقط النهوض من الصدمة..  أحاول فقط الإستيقاظ من هذا الكابوس..  كنت أتباهى بإنجازي أولى مراحل دراستي العليا و عملي وقوتي و مرحي و عفويتي..  كنت بيني وبين نفسي أرى أني أنجزت وخطوت أضعاف من هم في مثل سني لم يتبقى في نظري سوى خطوة الزواج وتكوين أسرة لأكمل بها الصورة المثالية في مخيلتي..  لم أكن أتخيل حينها أن هذا الأمر هو ما سيعيدني إلى نقطة ما قبل الصفر.. 
لم أتخيل أن هذا الإنسان الذي كنت أختبئ مما أخاف داخله..  وكنت أظنه من احتواني.. من كان لي كل شيء..  هو نفسه الذي أسقطني ورماني إلى الهاوية.... لماذا سرق مني كل شيء..  حتى ضحكتي سرقها..  لم يترك لي شيئا..  لم يرحم ضعفي..  فعلا إنه ضعف..  إنه ضعف المرأة..  الجميع يعلم أن المرأة خلقت من ضلع أعوج..  لن تكون كاملة..  تحتاج دائما من يجعلها قوية..  لكن ما علمته وعشته حديثا أن طلاقها كسرها..... 

No comments:

Post a Comment

...please leave comment
من فضلك اترك تعليقا أو بصمة لك ..