Thursday 19 November 2015

صوت حب

من يقول بأن الزمن لايعود إلى الوراء قد صدق.. لا يمكننا أن نحلب إلينا من فقدنا ..  لكن أحداث ذلك الزمان تعيش معنا يوما بيوم ولحظة بلحظة..  كل همس..  كل نفس..  كل حركة...  كل كلمة..  كل مكان..  كل شيء يذكرنا بشيء عشناه.. أنا الان كل ذلك يذكرني به..  يذكرني بلحظاتي معه..  وجود زوجين في السوق يذكرني بأيامنا سوية..  قدوم أحدهم لزيارتنا.. أتخيل وجودي معه في زياراتنا السابقة..  الطعام والأماكن التي أخرج إليها تذكرني به.. حتى غرفة نومي التي عدت إليها الان تذكرني بأجمل وأكثر لحظاتنا رومانسية..  نعم لقد كان يغدق علي من الكلام العذب الجميل ما تتمناه أي أنثى..  أعترف أحببت صوته..  أحببت حديثه..  أحببت روحه..  قبل أن أحب شكله..  بصراحة لم تكن المواصفات التي رسمتها للشخص الذي سأرتبط به هكذا..  لكن دخوله في حياتي قلبها..  غير موازين حياتي..  غير مفاهيمي..  غير رأيي عن الزواج..  لم أرد أحدا سواه..  كنت أنتظر مكالماته بفارغ الصبر..  كنت أتلهف لسماع صوته..  حتى لأنفاسه..  كنت أنام على ذلك الصوت الحنون..  لم أكن أتركه ينام دون أن يقبلني..  نعم يجب أن يسمعني ما أرغب بسماعه..  صوته..  ما إن أسمع صوته حتى تنطفئ النار المشتعلة بداخلي..  أهدأ..  أبدأ بالإطمئنان عليه...  ومن ثم أبدأ بالشعور بالنعاس..  لم يكن يغلق الهاتف حتى يطمئن إلى أنني لم أعد أسمع أو أرد عليه بأي كلمة...  كانت تلك من أجمل اللحظات التي عشتها في حياتي...  أنا الان أفتقد كل ذلك..  أفتقد من أحببت...  أفتقد ذلك الإنسان الذي غير فيي كل كياني..  أفتقد شخصه..  أفتقد نصائحه لي..  أفتقد غيرته..  أفتقد صوته وأفتقد حبه...

إلى الان أنادي الجميع باسمه..  أخوتي..  أولاد أخي..  الأولاد في الشارع...  دون وعي أنادي باسمه..  أحلامي كلها عنه.. أتمنى من الحلم أن يستمر..
الجميع نام الان..  الجميع أغلق الباب ونام...  حتى هو على الأغلب أنه نام...  لكن أنا أبقى مستيقظة أو أهرب إلى النوم..  أهرب من كل شيء..  لكن للأسف صورته تلاحقني..  لا أستطيع النوم..  أنهض من الفراش عدة مرات فقط لأرى إن كان قد بعث بشيء لي..  أخبار سارة أجدها على الهاتف..  أو بريد إلكتروني وارد..  لكن للأسف لا شيء..  إنه سراب..  وفقط أحلام... للأسف أرغب الان بشدة بحضن دافئ..  أرغب بالإختباء هناك..  أريد أن لا أرى أحدا أو يراني أحد...  أريد أن أكون في مكان آمن..  بين ذراعيه..   لكن الحقيقة ليست كالخيال...

كم هي صعبة أحلامنا.. صعبة..  لاننا لا نستطيع تحقيقها ولن ننال ما نريد....   كم هي باردة هذه الأيام..   رغم أن الجميع يرى بأن البرودة لم تدخل بعد فعلا.. لكن بالنسبة لي أحس بالثلج يسري في عروقي ويتجمد معه كل شيء..  قلبي..  إحساسي...  كل شيء بداخلي..  حتى غرفتي أصبحت مظلمة وباردة...  إنه الظلام الذي كنا نراه في الأفلام...  لا شيء هنا...  لا شيء في الخارج...  لا أحد..  فقط برد شديد...  درجة حرارة تحت الصفر

2 comments:

  1. كل يحتاج الى وقت لكي يعي ما قام به

    ReplyDelete
  2. لكن أحيانا يكون ذلك الوقت متأخرا جدا... ونندم حين لا ينفع الندم

    ReplyDelete

...please leave comment
من فضلك اترك تعليقا أو بصمة لك ..