Sunday 29 November 2015

فرحة

نسعد أحيانا بأمور بسيطة جدا..  نخرج الطفل الذي بداخلنا..  لكن ما نلبث أن نشعر بغصة تؤلمنا..  تنغص علينا فرحتنا وكأنها لاتريدنا أن نكمل ما فرحنا لأجله..  ما حاولنا جعله فرحة لنا..  
كنت أفرح لمجرد سماعي بعطلة قادمة..  أو أي تغيير خلال العام الدراسي..  اليوم حاولت أن أفرح.. حاولت أن أعطي نفسي تلك المساحة من الفرح والسعادة..  وفعلا انطلقت بذلك..  نشرت الفرحة..  أخبرت الجميع بأن غدا إجازة...  الجميع فرح...  كان الكل يضحك...  كنت أضحك معهم...  لكن غصة بقيت داخل قلبي..  لم أستطع بسببخا إكمال فرحتي..  الجميع سيعود إلى بيته..  عالمه الخاص..  أما أنا سأعود وحدي..  ليس وحدي حرفيا..  لكن وحدي معنويا..   سعيدة معهم..  لكن قلبي في مكان اخر..  عقلي ليس هنا..  ليس لأنني أحب هناك أكثر بل على العكس..  أحببت المكان هنا أكثر..  أهلي هنا..  عائلتي...  لا يوجد ما يخيفني هنا..  أشعر بالراحة.. بالطمأنينة..  لكن للأسف هو هناك...  أحببت وكنت آمل أن يأتي هنا لكنه وللأسف فضل عمله وحياته كلها علي... لم أكن بالنسبة له شيئا أساسيا..  إنما أنا فقط كزينة أو تحفة وضعها في زاوية المنزل...  ثم في النهاية شعر بالملل من تلك التحفة...  غلفها..  أعادها إلى مكانها... لم أعتقد يوما بأنه سينساني... كنت من سذاجتي أظن بأنه مخلص لحبنا..  لكنه على العكس تماما مخلص لعمله ولأهله ولنفسه ولأصدقائه ولعقله ولكل ما يهوى لكن ليس مخلصا لي...  لا أستطيع أن أصدق بأنه هو نفسه من كان يقول لي في يوم من الأيام أحبك..  للأسف الان أبكي لكن أبكي لوحدي..  لست أبكي على حبي له فقط..  بل أبكي أنه باع حبنا وباع كل شيء ولم يكترث.. أما أنا فلا زال قلبي يكترث...  لأجل ذلك أبكي..  أبكي لقسوة قلبه..  أبكي لأنه استغل نقطة ضعفي وعلم أني متعلقة به..  أبكي لأني أحسست بأني وقعت فريسة لأسد كاسر..  يعشق من يحس بأنه يصلح أن يسيطر عليه نفسيا وفكريا..  أبكي لأنه أوصلني بأحلامي إلى السماء ثم أيقظني ليرميني ويسقطني من هناك من أعلى مكان إلى أخفض نقطة على الأرض..  لا أعلم أهو حقد..  أم هو انتقام..  أم هو غضب...  لست أدري..  ما أعلمه فقط أن الأيام تمر وكل شيء بدأ بالإنهيار..  بدأ العد التنازلي...  لم يبق هنالك الكثير من الوقت..  هو كبرياؤه وغضبه فوق كل شيء...  يريد مني الكثير..  لكن هو ليس مستعدا لتقديم أبسط شيء..  ليس مستعدا للتنازل عن شيء..  علي أن أتنازل عن عملي..  عن شخصيتي عن نفسي عن كل شيء فقط ليعود ويقبل بي...  هو أرادني لأني طموحة..  والان يرفضني لأني طموحة...  هو أرادني لأني عفوية و مدللة..  هو الان يرفضني لأنني عفوية ومدللة...  أنا الآن بالنسبة له أبشع كائن على وجه الأرض...  أنا الان لا أصلح له...  أنا السبب في تعاسته..  في سوء عيشه..  في خراب بيته...  في سوء حال عمله...  أنا السبب..  أنا السبب لدمار وتعاسة الشعوب العربية... لا أصلح لأكون أما..  لا أصلح أن أربي...  نعم ذلك صحيح..  ذلك هو أصدق ما قد قيل...  لكن ذلك صحيح للأسف..  لأني أحببته منذ البداية... لو أنني لم أحببه لكنت الان في حياة شخص اخر..  لكنت الان أما...  كنت سأسير وفق خطة أخرى..  لكن ما حصل هو أنه ظهر في حياتي..  أحببته... تعلقت به..  لم أحبب أحدا سواه...  لم يدخل قلبي غيره..  لم أسلم نفسي إلا له...  سلمت له كل جوارحي..  سلمت له عقلي وقلبي..  وما زلت مستسلمة له..  حاولت نسيانه.. حاولت أن أكرهه بعد كل ما جرى.. حاولت..  حاولت..  حاولت...  لكن فشلت..  حبه منقوش بداخلي.. أو بالأصح محفور..   حاولت فهم ذلك..  حاولت فهم نفسي..  حاولت أن أعرف لماذا..   لم أستطع...  رغم أني أتذكر الان كل المواقف السيئة التي مرت معه.. أتذكر كل شيء..  لكن كل شيء بداخلي يرفض التخلي عنه...  هو رفضني بكل جوارحه..  وأنا أرغب به بكل جوارحي..  ليست شهوة او نزوة عارضة...  ليست مجرد أجساد تتلاقى..  لكن أحس بأن روحي تحتاج روحه..  روحي تذبل بدون روحه...  لا أعلم كيف يرويها لكن ما أعلمه هو أنه كالمطر ينزل على الأرض الجافة ليرويها وينبت بها كل حياة... 
أتمنى أن أقول له كل هذا الكلام..  أتمنى أن يسمعني..  أتمنى يرد علي..  لكن ليس كل ما نتمناه نحصل عليه.. أحدث نفسي بذلك..  لكن ما يأتيني بأن قلبه أقسى من أن يسمع..  يرد..  و يحاول الرد أصلا....

1 comment:

  1. كلامك يدمي القلب
    اسالي نفسك سؤالا واحد هل يستحق كل هذا الحب والصدق والعمق؟؟؟

    ReplyDelete

...please leave comment
من فضلك اترك تعليقا أو بصمة لك ..