Thursday 26 November 2015

قسوة مبطنة

أحيانا نضطر إلى القسوة في ظاهر الأمر كي نبعد مضرة تترتب على أمر ما نندم عليه لاحقا...  ذلك ما تعلمته اليوم مع أولاد أخي..  
من منظوري ورؤيتي أنا أرى بأنه يجب علي إعطاء الطفل ما أراد..  لكن ما حدث اليوم جعلني أفكر ليس بحرمان الطفل لكن فقط وضع حدود له.. يعلمه أنه ليس هنالك ما هو مسموح بالحد المطلق أو أنك إذا أفسدت شيئا فعليك إصلاحه...  ما حدث اليوم هو أن هذين الطفلين كانا يلعبان بما معهما من بوشار (popcorn) ويعبثان به.. صدقا لم يزعجني ذلك لكنني لاحظت أنني سأفسدهما بدلالي الزائد...  لذا أمرتهما بتنظيفه وعدم عمل ذلك مرة أخرى لكن دون فائدة...  لذا أمسكت الطفل الأكبر وهو الطفل ذو الخمس سنوات وتحدثت معه فبدأ التنظيف..  لكن الطفل ذو السنتين ونصف لم يحرك ساكنا وبقي يلعب دون النظر إلي..  أشرت له بيدي بأن يبدأ التنظيف فلم يستمع..  أخذته على زاوية الغرفة فحاول العودة أمرته بالبقاء مكانه فلم يستجب..  بدأ بإظهار حال العناد والرفض..  لكن كلما يعمل ذلك أعيده إلى مكانه حتى وقف ولم يتحرك..  فسألته إن كان سينظف ما ألقى على أرض الغرفة لكنه التزم الصمت..  عندما أحسست بأنه فقد السيطرة على موقفه واستسلم أعدته إلى وسط الغرفة..  وبدأ التنظيف مع أخيه الأكبر...  لم تتجاوز فترة وضعه في الزاوية مدة العد حتى عشرة...  كنت أنا من سيبكي..  أخفيت كل شفقتي وحزني وحبي له..  لن أغير موقفي..  لن أضعف أمامه..  فهمت حينها أني حين أضعف سيبدأ بالصراخ والرفض ولن يقبل تغيير سلوكه الخاطئ..  
أنا أحب هذا الطفل..  أرى فيه براءة لا أراها في أحد...  لكنني علمت اليوم لماذا تقسو الأمهات على أبنائهن..  ليس ذلك بالسهل ولا بالهين..  لم أستطع النظر طويلا في عينيه حتى لا يحس بضعفي... بعد أن انتهو من تنظيف الغرفة..  حضنت كلا منهما وضممتهما إلى صدري..  
أحيانا تكون قسوتنا من عظم وشدة حبنا...  هي ليست قسوة لكنها حزم في بعض الأمور.. الأم تعلم أن طفلها لن يكبر ويعتمد على نفسه.. إن لم تكن حازمة وصارمة بعض الأحيان...  
أحيانا أتمنى لو أن والدتي قست علي في بعض الأحيان لربما كان حالي أفضل الان...  

No comments:

Post a Comment

...please leave comment
من فضلك اترك تعليقا أو بصمة لك ..